السيدة الحالمة تعتلي غلاف الديوان.. وألوان جميلة وكثيفة تتراقص من حولها لتعطي الامل وتبشّر بالفرح.
في "مشي معي" اكد البعيني أن "شعره هو إيمانه" ووصف معناه بطريقة لافتة ونابعة من القلب:
قَالُوا: انْتِبِهْ.. فِي بْحُورْ فِي أَوْزَانْ
مِنْشَانْ يِبْقَى الشِّعْر بِقْصُورُو
قِلْتِلهُنْ: شِعْرِي أَنَا إِيمَانْ
وِسْع الْمُحِيطْ الْـ بَالِع بْحُورُو
...
الشِّعر عِنْدِي.. وْيِسْمَحُوا النّقَّادْ
أَهْدَاف تِتْفَاعَلْ بِلا تَفْعِيلْ
أَحْكَامْ تِخْلَقْ مُجْتَمَعْ وِبْلادْ
وِبْيُوتْ تِحْضُنْ أَلف جِيل وْجِيلْ
...
الشِّعر عِنْدِي.. كمْ بَوْسِه وْإِيدْ
تْغِلّ تِمْحِي مْنِ الصّدُور الْهَمّْ
...
الشِّعر عِنْدِي.. مِتل طَيْر حْمَامْ
رِجْعِ بْغُصنْ زَيْتُونْ مِنْقَارُو
...
الشِّعر عِنْدِي.. دْمُوعْ بَيّ وْأُمّْ
وْثَوْرِة شَعبْ بِـ وِجّْ ظُلاَّمُو
...
الشِّعر مَنُّو وَزنْ.. مَهْمَا يْصِيرْ
نِحْنَا الْـ خَلَقْنَا الْوَزن وعْبَدْنَاهْ
وناجت ..."الحبيبة"... الشاعر بكلمات رقيقة، ومدت يدها للبعيني بشوق، طالبة منه أن يتجاوب معها بلغة الحب:
مدَّيْت إِيدِي.. وْكِنْت عَنِّي بْعِيدْ
لا مْسِكِتْ إِيدِي وْلا الْفَرَحْ زَهَّرْ
يَا رَيْت فِيِّي إِرْجَع مْنِ جْدِيدْ
إِعْطِيكْ إِيدِي.. وِالْعُمرْ يِكْبَرْ
...
مِدَّيْتْ إِيدِي.. لَيْشْ
مَا خِدْتها بْإِيدَكْ؟!
ما عْرِفِتْنِي قِدَّيْشْ
مِتْشَوّقَه لْعِيدَكْ؟!
وكم هي جميلة ..."ساعات الكيف"... التي قضاها مع حبيبته على نغمات الحب، وهي تغني له بفرح عارم، وقلبها اسير للعشق، يشتاق الى ملامسة يد الحبيب، ويحن الى قضاء العيد معه:
سَاعَات الْكَيْفْ سَاعَاتُو
وْنَغْمَات الْحُبّْ
غَنِيلِي شْوَيْ كِلْمَاتُو
وْفَرِّحْ هَـ الْقَلبْ
وْعَ رَمْلِ شْطُوطْ عَتْمَاتُو
صَوِّرْلِي دَرْبْ
تَا قَضِّي الْعِيد وْسَهْرَاتُو
وِالإِيدْ بِالإِيدْ
أما "خاتم الزواج" فكان له مكانة هامة في حياة الشاعر الذي حمله على جناح النسيم، ووصفه "بالسجن" الذي يعطيه الفرح، وطلب منه ألاّ يفارقه أو ينساه :
لِمِّنْ حَبْسُونِي بْخَاتِـمْ
أَصْفَرْ وِزْغَيَّرْ نَاعِمْ
أُمِّي وْبَيِّي فِرْحُوا كْتِيرْ
وْحِسَّيْت بْحَالِي رَحْ طِيرْ
فَوْق جْنَاحْ النَّسَايِمْ
ونادى البعيني "الحبيبة" التي "مرت من قربه ولم تأبه له" وطلب منها أن تحن عليه، هو الذي ذاب غراماً وعشقاً بها وبعينيها الجميلتين :
يا مارْقَه حَدِّي
حْبَسْتِكْ بِـ عينَيّي
زِنْدِكْ عَلى زِنْدي
وْمُشْ حاسِّه فيّي
...
أَيْوَه.. أَنا مَفْتُونْ
بِعْيُونِك الْحِلْوينْ
...
حِنّي عَلى الْمَغْرومْ
عَمْ حَلّفِكْ حِنِّي
اللي بْيطْلُم الْمَظْلومْ
ما بْيِدْخُل الْجَنِّه
وأبدى البعيني ألماً شديداً عندما "سأل الورود" التي أخبرته بأن حبيبته تهوى إنساناً آخر:
سْأَلْت الزَّهرْ عَنِّكْ
الْـ إِخْد السِّحرْ مِنِّكْ
قَلِّي الْوَردْ إِنِّكْ
لْغَيْرِي ضِحِكْ سِنِّكْ!
وهو الشاعر الذي قضى العمر بجانبها يعشقها بشغف، ويهديها قلبه المفعم بالحب لكنها كانت "خائنة":
قْضِيتْ الْعُمرْ حَدِّكْ
شَمْشِمْ هَوَا خَدِّكْ
نْسِيت الْقَلبْ عِنْدِكْ
سَرْق الْقَلبْ بَدِّكْ
رَمْيِ الشَّبَكْ فَنِّكْ
وها هو البعيني مغرداً "عائداً من الغربة الى وطنه الحبيب" ليلتقي مع "حبه القديم" مقدماً له باقة من الزهور، ومجتمعاً مع "اصدقائه القدماء" ليشاركهم الدبكة، وشبك الايادي، ومن ثم يعود الى ضيعته مجدليا ليخبئها في قلبه:
رْجِعْت مْنِ الْغُرْبِه
زَلْغِطْ يَا قَلْبِي
بُكْرَا رَحْ إِرْجَعْ إِتْلاقَى
مَعْ حُبِّي.. وْقَدِّمْلُو بَاقَه
وْقِلّو: يَا حُبِّي
يِقْطَع الْغُرْبِه شُو صَعْبِه
يِقْطَعْ الْغُرْبِه
...
يَا مَحْلَى لْيَالِي السَّهْرِيِّه
نِدْبُكْ دَبْكِه بْعَلْبَكِيِّه
وْنِشْبُكْ إِيدْ.. وْيِتْكِي خَصْرْ
وْتِغْزُل مْحَارِمْنَا الْحُمْرْ
وِالضَّيْعَه اللِّي بَعْدَا هِيِّي
رَاجِعْ تَا حُوشَا بْعِينَيِّي
وْخَبِّيهَا بْقَلْبِي!
وثار البعيني على ..."الدنيا"... ومشاكلها، وخيانتها، وقلة الوفاء، وعدم الحب:
شُو هَـ الدِّنِي.. شُو هَـ الدِّنِي؟
تَا تْعِيشْ فِيهَا كْبِيرْ
صَعْب كْتِيرْ
وِالأَصْعَب مْنِ الْكِلّْ
إِنُّو تْضَلّْ
بِهَـ الدِّنِي عَايِشْ دَنِي!
...
ما عَادْ فِيك تْقُولْ: يَا قَلْبِي
رَحْ زَيّنَكْ بِالْحُبّْ
الْحُبّْ صَفَّى كِذْبْ
كِلُّو تْجَارَه وْمَنْفَقَه
وْأَلْف قِصَّه مْلَفَّقَه
يِعْنِي حَبِيبَكْ صَارْ مِتْل الْعَقِرْبِه!
ودعا البعيني الى السهر على ..."تربية الاولاد"... مع اخذ الحيطة والحذر:
الْـ قَالْ إِنُّو الْبِنْت أَغْلَى مْنِ الْجَوَاهِرْ
وْأَغْلَى مْنِ الْحَفِر بِـ قَصرْ عَامِرْ
كانْ قَصْدُو يْقُولْ لِلْعَالَـمْ بِأَسْرُو
رَبِّي وْلادَكْ.. وْخَلِّيكْ سَاهِرْ
وناجى الشاعر "امه بترونله" التي أحبها كثيراً، وتذكر أقوالها ودعاءها له، وأكد بأنه لن ينسى فضلها عليه ما زال على قيد الحياة وحتى مماته.
أُمِّي.. يَا أُمِّي.. يَا فِكِرْ شَارِدْ
طُول اللَّيَالِي سَاهِر وْسَاجِدْ
ما بِنْسَى سَاعِة الْـ كِنْتِي تْقُولِي
إِلَهِي يِحِرْسَكْ مِنْ عَيْن حَاسِدْ
...
أُمِّي.. يَا أُمّي.. تِسْلَمِي لْطِفْلِكْ
تِسْلَمِي لِلصَارْ شَبّ كْبِيرْ
لا تْفَكّرِي رَحْ يِنْتَسَى فَضْلِكْ
مَهْمَا يَا ماما بِالدِّنِي بيصِيرْ
قِدَّامِك الْـ مَا بْيِنْحِني بْيِهْلِكْ
...
إِنْتِي الْفَرْحَه بْسَاعِةْ هَمِّي
وْضِحْكَاتِي كِلاَّ
وْحضْنِكْ مَمْلِكْتِي يَا أُمِّي
وِالْحَاكِمْ أَللَّـه
...
يا أُمّ مِتْلا ما انْوَجِدْ
يا جَفْن فَايِقْ لِلأَبَدْ
تَا غَمِّضْ الْعِينَيْنْ
بْعُمْرِي عَبْدْت تْنَيْنْ:
أَللَّـه الساكِنْ بِالسَّمَا
وْإِنْتِي يا نُور الْعَيْنْ.
**