قصائد مسلية


"الطبعة الثانية ٢٠١٦"
   السيدة الجميلة والأنيقة هي التي اعتلت تاج غلافه. انها الحبيبة التي تربّعت على عرش البعيني وقلبه. هي العشيقة التي تهادت سحراً على حنايا الشاعر وقلبه، فأزهرت قريحته قصائد تراقص لها قلبها المتيّم حباً وهياماً. 
   الجرة الاثرية تلامس جسد الحبيبة لتشعل فيه ولعاً لحبها وتراثه الأزلي. أما  الورود فلقد اعتلت طاولة زرقاء أشرقت أملاً ومحبةً وسلاماً على طريقها مع شاعرها الحبيب.
   في "قصائد مسلية" ثار البعيني على "الزواج" الذي كان يرفضه بشكل قاطع وبشتى الأوصاف. وأبدى رغبة بالبقاء "عازبا"،  ودون قيود يفرضها عليه الزواج، ليتنقل دلعاً وحباً من  رفيقة، الى حبيبة،  الى عشيقة،  الى خليلة،  يحلق عالياً كطائر يعشق الحرية، أسكره رحيق الحب، وجعله يغرد طليقا من غصن إلى آخر،  غير آبه بحواجز الزواج الحمراء التي لم ولن يتمكن من التقيد بها ليرضي شريكة حياته. 
قالُولي: تْجَوَّزْ... يا رَيْت
ما عْمِلْت اللِّي بْفِكْرُنْ كانْ
وْأَعْزَبْ مِتْغَنَّجْ ضِلَّيْتْ
تا قَطِّعْ عُمْري فرْحانْ
بِتْفَكِّرْ حَالَكْ حِبَّيْتْ
وْحُبَّكْ لِلْفَرْحَه عنْوانْ
الْجَازِه فِيها خْرابْ الْبَيْت
انْ ما ظَبْطِتْ.. بِتْصِيرْ عرْيانْ
بْتِلْبُط حَيْط.. بْتِنْطَحْ حَيْط
وْبِتْصَرِّخْ مِتْل الْخُوتانْ
أَلّله بْيَعْرِفْ مَهْما عْطَيْت
مُش مُمْكِن تِرْضِي النِّسْوانْ
   اما "الغزل" فكان الطريق الذي يؤدي الى  كلمة تناثرت منها "الآويها"،  والتي طالما تمنى الشاعر ان يغنيها لحبيبته التي قتلته بنظراتها الجميلة والمؤثرة:
حابِبْ يِتْغَزّل فيها
بْكلْمه حلوه يْناجيها
قلّلا: يا تقبريني
نظره وحده بْتِكْفيني
تا غنّيلك آويها
   في قصائد مسلية ثار البعيني على "النائب" الذي ينتخبه الشعب ليمثله في مجلس النواب، ليجد بعدها انه "سارق وكاذب" :
الشّعب انْتَخْبو.. وقلّلو: كُونْ
مْمثلنا بْمَجْلس هَـ الشّعبْ
تاري هَـ النايِبْ  مَلْعونْ
مْعَوَّد عَ السّرقه وْعَ الكذبْ
اما شهيدة فكانت متعجرفة،  ومتكبرة، وعنيدة،  وغير مكترثة بالشاعر الذي يعشقها، ورافضة بقوة حبه لها من بعد أن سببت له الدوار: 
شَهِيدِه.. يَا شَهِيدِه
حِطِّي إِيدِكْ بِـ إِيدِي
عَمْ قُولْ: نْهارِكْ سَعِيدْ
لَنُّو رِدِّي السَّعِيدِه
...
دُوَّخْتِينِي.. وِحْيَاتِكْ
مُشْ عَمْ إِفْهَمْ مَشْيَاتِكْ
كل ما بْنَفِّذْ حَكْياتِكْ
بِتْحِطِّي عِقْدِه جْدِيدِه
وستجدون استشهادات كثيرة من "قصائد مسلية" في فصل "الأسلوب الفكاهي في شعر ونثر شربل بعيني" لذلك سأكتفي بهذا القدر.
**